وضع داكن
01-06-2025
Logo
عمان - مركز رواد الخير - المحاضرة : 70 - تطبيق الإسلام الصحيح في حياتنا
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
 

الدعوة إلى الله أعظم عمل على الإطلاق :


بادئ ذي بدء ؛ الله عز وجل قال : 
 

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ 33  ﴾

[  سورة فصلت ]

دعا إلى الله بلسانه ، بعمله ، بإتقان عمله ، بلقاءاته ، بنزهاته ، دعا إلى الله ، تحدث عن الله ، عن كمالاته ، عن عظمته ، عن منهجه ، عن دينه ، دعانا إلى طاعة الله .

﴿  يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً 71  ﴾

[ سورة الأحزاب  ]

فما من إنسان أعظم عند الله وأقرب إلى الله ممن دعا إلى الله ، بكل أنواع الدعوة .
أحياناً إتقان عملك دعوة ، أحياناً الصدق دعوة ، العفة دعوة ، التكلم دعوة ، لقاء بسهرة ، بأمسية دعوة ، إلقاء خطبة دعوة ، إلقاء خطبة بمنبر دعوة ، فالدعوة 

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ  ﴾

الدعوة كلام ، إلقاء كلمة ، لغة ، أما حياته الخاصة ، كسب ماله ، إنفاق ماله ، سهراته ، لقاءاته ، نزهاته ، نوع عمله ، علاقته بمن يعمل معه ، علاقة ود ، علاقة قهر ، فهناك برنامج طويل يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية ، إذا إنسان توهم أن صلاته ، وصومه ، وحجه ، وزكاته ، ونطقه بالشهادة ، هو الإسلام فهذا خطأ كبير ، هذه عبادات شعائرية ، أما الإسلام بحقيقته فهو عبادات تعاملية ، هذه العبادات التعاملية تبدأ من فراش الزوجية وتنتهي بالعلاقات الدولية ، أي كل أنماط حياتك ، كل نشاطاتك ، كل حركاتك ، كل سكناتك ، يجب أن يكون وفق منهج الله ، هذا الذي يريد أن يسعى في الدنيا والآخرة ، هذا الذي يريد الفوز 

﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً  ﴾

الإنسان يتمنى الفوز .
 

إيجابيات الحياة لا تكون إلا باتباع تعليمات الصانع :


ثمانية مليار إنسان في الأرض هل يوجد فيهم واحد يتمنى الفقر أو المرض أو القهر ؟ ولا واحد ، ثمانية مليار إنسان هل يوجد فيهم واحد لا يتمنى أن يكون غنياً موفور المال؟ بصحة جيدة ؟ بزوجة صالحة ؟ بأولاد أبرار ؟ ببنات محتشمات ؟ بمكانة اجتماعية ؟ نحن جميعاً ، فكل إيجابيات الحياة لا تكون إلا باتباع تعليمات الصانع ، الصانع هو الله ، الله عز وجل هو العليم ، والعليم ما الذي يقطعنا عنه ؟ المعاصي والآثام ، عليم بما يقربنا إليه بالطاعات ، والأعمال الصالحة ، فإذا الإنسان أراد السلامة والسعادة ، يمكن ثمانية مليار إنسان ما فيهم واحد يتمنى المرض ، ولا الفقر ، ولا القهر ، لا يوجد فيهم واحد يتمنى ألا يكون غنياً ، وسعيداً في بيته ، فإيجابيات الحياة ، والابتعاد عن سلبياتها لا تكون إلا عن طريق الله عز وجل، الله عز وجل يعطي ، ويسعد ، ويوفق ، ويقرب ، أي إن لم تقل أيها المؤمن : ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني هناك مشكلة كبيرة في حياتنا ، من هنا لابد من أن نعرف الله 

(( " ابن آدم اطلبنِي تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء " . ))

كما قلت قبل قليل حتى تضع د. قبل اسمك يجب أن تقضي ثلاثاً وعشرين سنة دراسة ، أي دكتور ، وحتى تستحق جنة الله التي فيها :

((  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : أعْدَدْتُ لعباديَ الصالحين ما لا عين رأتْ ، ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ   ))

[ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ]

ألا يستأهل هذا الهدف الكبير أن تبحث عن الحقيقة ؟ أن تحضر درس علم ؟ أن تقتني كتاب تفسير ؟ أن تستمع لخطبة من أولها إلى آخرها ؟ طبعاً هذا شيء أساسي ومصيري، إما إلى جنة يدوم نعيمها ، أو إلى نار لا ينفذ عذابها ، الإنسان الأحمق يعيش لحظته فقط ، وهمه الرفاه ، هذا وضع العالم كله .
كنت مرة بأمريكا حينما عدت إلى الشام قالوا لي : ماذا رأيت هناك ؟ قلت لهم : رأيت مجتمعاً يعيش لحظته فقط ، يوجد تقدم بالسن ، يوجد مرض ، يوجد مغادرة الدنيا ، يوجد برزخ ، يوجد جنة ، يوجد نار ، يوجد إله عظيم له شرع حكيم ، يوجد أمر ونهي ، يوجد اتصال بالله ، إقبال على الله ، سعادة بالقرب من الله ، هذا كله خارج اهتمامه ، هدفه مادي فقط ، هدفه كبر دخله ، والرفاه ، فكل إنسان يعيش للرفاه فقط ، يعيش لحظته ، هذا إنسان خسر الدنيا والآخرة ، " ابن آدم اطلبنِي تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء " .
 

طلب العلم فريضة على كل مسلم :


لكن لا بد من طلب العلم ؛ فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل ، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً ، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً ، فلابد من طلب العلم ، احضر خطبة الجمعة من أولها ، واختر خطيباً ولو كان بعيداً عن بيتك ، اختر خطيباً يعدّ خطبته ، اختر خطيباً عالماً ربانياً يؤثر في خطبته ، أما أن تلحق الركعة الثانية من صلاة الجمعة ، وتقول : أنا لحقت والحمد لله ، ما شرعت هذه الصلاة هكذا ، لابد من سماع خطبة الخطيب ، خطيب قد حضّر خطبته مدة أسبوع بأكمله ، تعب عليها ، لها مخطط ، ويوجد مقدمات ، وآيات ، وأحاديث ، وشرح آيات ، وشرح أحاديث ، و تطبيقات للآيات والأحاديث ، وقصص مؤثرة جداً ، وأشياء جميلة ، الحد الأدنى من طلب العلم خطبة الجمعة ، إذا كان بجامعك درس فهذا أفضل ، إذا عندك كتاب تفسير أفضل وأفضل ، إذا عندكم سهرة مع عالم أفضل وأفضل ، فلابد من طلب العلم .
مرة ثانية : إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، لكن هذا العلم بلا تطبيق لا قيمة له إطلاقاً .
النقطة الدقيقة ، حضرت درساً ، خير إن شاء الله ، ماذا قال الخطيب ؟ ماذا قال المدرس ؟ أمر بغض البصر ، هل تغض بصرك عن محارم الله ؟ أمر بعدم الاختلاط ، هل أنت تلتقي بمعظم سهراتك ولقاءاتك مع أناس لا يحل لك أن تراهم ؟ دعك من الكبائر ؛ القتل ، والزنا ، والخمر ، الصغائر تقطع عن الله كالكبائر تماماً ، إذا أردت الله ، وأردت أن تكون قريباً منه ، وأردت أن تسعد بقربه ، وأن تسعد بحفظه ، وأن تسعد بنشاطاتك ، وأن يرتفع مقامك لابد من أن تبحث عن منهجه ، لذلك طلب العلم فريضة على كل مسلم ، لابد من طلب العلم .
 

العمل الصالح علة وجودنا :


أنت إذا عندك هاتف خليوي ، هذا الهاتف يحتاج إلى شحن ، إن لم تشحنه كان ثمنه مئة ألف صار قطعة بلاستيك ، هذا مثل دقيق ، الهاتف الخلوي الآن ثمنه الجيد مئة ألف، إن لم تشحنه قطعة بلاستيك لا تقدم ولا تؤخر ، إذا كان هاتفاً سقطت قيمته كلها بعدم الشحن ، وأنت مؤمن إذا ما شحنت نفسك بصلاة متقنة ، بصلاة هادئة ، بتفكر بالآيات التي تقرؤها ، لم تصلح نفسك بحضور درس علم ، باختيار جامع فيه خطيب ناجح بخطبته ، باقتناء كتاب تفسير ، بسهر مع مؤمنين ، بعمل صالح ، بإطعام اليتامى ، والمساكين ، والله أبواب العمل الصالح الآن مفتحة على مصاريعها ، هناك مآس وآلام فرصة لعمل صالح ، ما عُبد الله بشيء أفضل من جبر الخواطر ، ابحث عن عمل صالح ، أكلنا ، وشربنا ، ونمنا ، واستيقظنا ، وذهبنا إلى أعمالنا ، وعدنا إلى البيت ، وتناولنا طعام الغداء ، ونمنا العصر ، ثم استيقظنا وسهرنا على فيلم ، ومضى العمر هكذا لا يوجد طاعة ، ولا عمل صالح ، ولا طلب علم ، ثم يأتي ملك الموت :

(( " عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبقَ لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت " . ))

الموت قليل ؟! من بيت ، غرفة ضيوف ، غرفة جلوس ، غرفة طعام ، صالونات ، أحياناً عندك سيارة ، عندك يوم الجمعة نزهة إلى مكان جميل ، عندك زوجة ، عندك أولاد ، عندك سهرات مع أصحابك ، عندك لقاءات ، نشاطات ، عندك أناقة ، عندك ثياب أنيقة ، من كل هذا إلى القبر ، حفرة تحت الأرض ، هذا الحدث يمكن لأي إنسان أن يلغيه ؟ يقول : أنا لا أموت ، هل يستطيع ؟ الأغنياء ماتوا ، والأقوياء ماتوا ، والفقراء ماتوا ، والضعفاء ماتوا ، والأصحاء ماتوا ، والمرضى ماتوا :

(( " عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبقَ لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت " . ))

 

الدين منهج تفصيلي :


اخرج من حياتك الرتيبة اليومية ، أكلنا ، وشربنا ، ونمنا ، واستيقظنا ، وذهبنا إلى عملنا ، ثم ماذا بعد ذلك ؟ ثم ماذا ؟ جاء الصيف ، جاء الشتاء ، جاء الربيع ، جاء الخريف ، ثم ماذا ؟ الإنسان يعيش المستقبل ، في المستقبل حدث خطير ، الخروج من الدنيا ، تدخل لبيتك ستاً وثمانين سنة قائماً ، مرة واحدة تخرج منه أفقياً ، في النعش ، لذلك قالوا : صلِّ قبل أن يصلى عليك ، أدخل الموت بحسابك اليومي ، هذه الصفقة لا ترضي الله ، فيها مادة محرمة، السهرة لا ترضي الله فيها اختلاط ، هذا الشريك لا يرضي الله يتعامل بالربا ، فأنت ابحث عن شريك صالح ، عن زيارة لمؤمن ، عن عمل نظيف ، يقال : عاش وقته ، هذه كلمة الشيطان ، أي أكل مالاً حراماً ، وسهر سهرات لا ترضي الله ، هذا ليس ديناً ، الدين منهج تفصيلي ، يبدأ من فراش الزوجية ، وينتهي بالعلاقات الدولية ، هذا الدين ، فلابد من طلب العلم، يوجد عقيدة تحتاج إلى طلب علم ، يوجد حركة ، حركة سلبية ، إقامة ، أنا ما أكلت مالاً حراماً ، أنا ما كذبت ، أنا ما غششت ، أنا ما فرقت بين زوجين ، وحركة إيجابية ، أنفقت من مالي ، من وقتي ، من خبرتي ، من علمي ، ووفقت بين زوجين ، وسعدت بزواج أخواتي البنات، سعدت بعمل صالح ، سافرت إلى الحج ، إلى العمرة ، دعوت إلى الله ، يوجد سهرة دينية ، كل واحد حضّر موضوعاً وألقاه ، يوجد لقاءات اجتماعية ، إيجابية ، أعنت الفقراء والمساكين ، أنفقت زكاة مالك على طلاب العلم أحياناً ، على جيرانك أحياناً ، على من يلوذ بك أحياناً ، يوجد حركة إيمانية ، حركة عطاء ، حركة انضباط ، حركة طاعة لله عز وجل ، فهذا الدين منهج تفصيلي يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية .
 

الصلاة عماد الدين :


لكن يوجد ملاحظة ؛ الحج بالعمر مرة ، والفقير لا يوجد عليه حج ، والزكاة لمن يملك النصاب ، والصوم لمن كان صحيحاً ، أو مقيماً ، إذا كان مسافراً يوجد وضع ثان للصوم، أي أركان الإسلام قد تحذف أحياناً عدا الصلاة ، الفرض الوحيد المتكرر الذي لا يسقط بحال هو الصلاة .

﴿  إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي 14  ﴾

[  سورة طه ]

الصلاة عماد اليقين ، وعصام اليقين ، وسيدة القربات ، ومعراج المؤمن إلى رب الأرض والسماوات ، الصلاة إن صحت صح كل شيء ، إن لم تصح لمن يصح معها أي شيء، عماد الدين أي خيمة كبيرة ، عمود ثخين يوضع على الأرض ، وترتفع الخيمة به ، لو أزحت هذا العمود الخيمة انقلبت إلى قماش فقط بالأرض ، فهذا التشبيه بليغ جداً ، الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ، ومن تركها فقد هدم الدين ، يا ترى أنت بالصلاة قرأت الفاتحة وسورة وركعت وسجدت ؟ هل تفكر بطعام معين أو بلقاء مع صديق ؟ ما هذه الصلاة ؟! معقول إله يشرع خمس صلوات باليوم وأنت في الصلاة تفكر بأشياء أخرى ؟ الصلاة عقد صلة مع الله عز وجل ، إن سبقتها استقامة الصلاة انعقدت مع الله ، يوجد مال حرام ، المال الحرام حجبك عن الله ، يوجد سهرة مختلطة لا ترضي الله حجبتك عن الله ، يوجد كسب غير مشروع حجبك عن الله ، يوجد رشوة قبضتها من شخص مضطر لإنجاز المعاملة بوقت معين ، طالبته بمبلغ مالي ، ما دام بالدخل يوجد إشكال ، وباللقاءات يوجد إشكال ، وبالنزهات يوجد إشكال ، فالطريق إلى الله غير سالك ، يوجد حجاب ، وأكبر عقاب لأهل الإيمان :

﴿  كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ 15  ﴾

[ سورة المطففين ]

المعصية حجاب ، الاختلاط حجاب ، الكسب غير المشروع حجاب ، الشبهة في المال حجاب ، البضاعة التي لا ترضي الله حجاب ، الغش بالبيع والشراء حجاب ، النبي قال :

((  عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ في السوق على صُبْرَةِ طعامٍ ، فأَدْخَلَ يده فيها ، فنالتْ أَصابعه بَلَلاً ، فقال : ما هذا يا صاحب الطعام ؟  قال : يا رسول الله أَصابته السماء ، قال : أَفلا جعلتَه فوقَ الطعام حتى يراهُ الناسُ ؟ وقال : مَن غَشَّنا فليس منا   ))

[ أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي ]

الحديث الآخر مذهل :

((  عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  من غش فليس منا ))

[ أخرجه مسدد بن مسرهد  ]

إذا غششت مجوسياً 

(( فليس منا ))

  فالإيمان استقامة .
عفواً ؛ صفيحة زيت غالية جداً ، سمان ، بائع بقال ، وجد فيها فأرة هل يستطيع أن ينزع الفأرة بملقط ويبيعها زيتاً ؟ خرج من استقامته ، لا تباع إلا للصابون ، فهناك دقة بالغة بالغة جداً .
 

الدين صلة بخالق الأكوان وورع وعفة :


 الدين منهج التفصيلي يبدأ من فراش الزوجية ، وينتهي بالعلاقات الدولية ، فالدين شيء كبير جداً ، الدين صلة بخالق الأكوان ، الدين استنارة بنور خالق الأكوان ، الدين حكمة ، الدين ورع ، الدين عفة ، الدين توبة ، الدين تألق ، الدين سعادة ، هذا الدين ، بهذا الدين يجب أن تقول : ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني ، هذا الدين ، أما والله صلينا خمسة أوقات ، وأثناء الصلاة جاءنا خمسون خاطراً ، وخمسون تصوراً ، واليوم ماذا سنأكل بالبيت مثلاً ، إن لم يطبخوا سنحضر طعاماً من السوق مثلاً ، هذا كله بالصلاة ، ما هذه الصلاة ، نحن مليارا مسلم ، النبي ماذا قال ؟ 

((  عن ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : خيرُ الصحابةِ أربعةٌ ، وخيرُ السرايا أربعُمائةٍ ، وخيرُ الجيوشِ أربعةُ آلافٍ ، ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ  ))

[ أخرجه أبو داود والترمذي ]

اثنا عشر ألف مسلم مستقيم لن يغلبوا ، فإذا كنا ملياري مسلم ، وأربع عواصم محتلة من فئات لا ترضي الله ، وأمرنا ليس بيدنا ، الحقيقة لا يوجد حالة مؤلمة الآن كحال العالم الإسلامي ، نملك نصف ثروات الأرض بالضبط ، نملك نصف ثروات الأرض ، ونحتل أهم مركز استراتيجي في الأرض ملتقى القارات الثلاثة ، وعندنا لغة واحدة ، ودين واحد ، وإله واحد، وتشريع واحد ، ومع ذلك أفقر البلاد بلادنا ، وأشد الحروب في بلادنا ، جميع أعمال العنف الآن من خمسين سنة في الشرق الأوسط فقط ، عندنا مشكلة كبيرة ، هذه المشكلة أننا ما طبقنا منهج الله ، أما تعلق صورة الكعبة ، هذا ممتاز ، أن تضعها ببيتك ، هذا جميل جداً ولا نتكلم عن هذا الشيء ، لكن أن تكتفي بالكعبة على الحائط ، والغرفة الثانية فيها الحرم النبوي ،  وهناك مصحف معلق بالسيارة ، هذه وحدها لا تقدم ولا تؤخر ، هذا الشيء ليس خاطئاً ، لكن هذه الأشياء وحدها إذا اكتفيت بها لا تقدم ولا تؤخر ، عندك تفاصيل حياتك ، من كسب مالك ، علاقاتك ، سهراتك ، لقاءاتك ، علاقتك بمن حولك ، بالأقوياء ، بالضعفاء ، يوجد غش ببيعك ، بشرائك .
أعرف بعض الناس عندهم أرخص أنواع الأقمشة من تايوان ، الآن على الحاشية بمكواة وشريط بماء الذهب يطبع عليها : صنع في ألمانيا مثلاً ، هذا مسلم ؟ هذا فيه دين ؟ أو بضاعة إنكليزية وهذه أغلى أنواع القماش تقريباً ، فهناك غش كثير بحياتنا ، غش ، اختلاط ، تجاوزات ، كسب غير مشروع ، سهرات مختلطة ، أخطاء ، هذه كلها عليها إشكال .
 

من قصّر بعبادة الله فالله في حلّ من وعوده :


لذلك : 

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ 55  ﴾

[ سورة النور ]

نحن لسنا مستخلفين ، وهذه الحقيقة المرة ، وهي أفضل ألف مرة من الوهم المريح           

﴿  لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ  ﴾

لأنه قانون 

﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ  ﴾

 ديننا غير ممكن ، ديننا يواجه حرباً عالمية ثالثة ، كانت من قبل تحت الطاولة اليوم فوق الطاولة 

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً  ﴾

كلمة واحدة 

﴿  يَعْبُدُونَنِي ﴾

  مفتاح الصفحة بأكملها بهذه الكلمة ، فإن قصرنا بعبادة الله فالله عز وجل في حلّ من وعوده الثلاث ، فالأمر بيدنا ، بيدنا أن نستقيم ، بيدنا أن نضبط أمورنا ، بيدنا أن نضبط أجهزتنا ، أن نضبط علاقاتنا ، ما دام هناك ضبط فهناك توفيق وسعادة .
أرجو الله أن يحفظ لكم إيمانكم جميعاً ، ومن يلوذ بكم ، وأن يحفظ أمنكم ، واستقراركم ، ومستقبلكم ، وأن تعانوا على تربية أولادكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الملف مدقق

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

نص الدعاة

إخفاء الصور